قد تبدو الرسوم البيانية بالنسبة للمتداولين المبتدئين معقدة وغير مفهومة وتشعرهم بالارتباك، وهذا راجع لعدم فهمهم لكيفية عمل و أهمية الرسوم البيانية، فما هو الرسم البياني وأهميته وما هي كيفية قرائته؟

أولا: ما هو الرسم البياني:

لتبسيط مفهوم الرسوم البيانية في التداول يمكنك اعتبارها تمثيل بصري لحركة السوق وتقلبات الأسعار، هذه الصورة تقدم لك معلومات مهمة للغاية حول سلوك السوق ضمن فترة محددة، حيث أنها تمكنك من دراسة التقلبات من خلال عرض التحركات الماضية وكذلك مؤشرات التحركات المستقبلية للسوق. يقوم ” أصحاب الرسوم البيانية” وهم المتداولون الذين يعتمدون على الرسم البياني بتوقع إتجاه الأسهم بناءا على حكته السابقة، ثم اتخاذ قراراتهم سواء كان البيع أو الشراء أو الإنتظار وهنا تكمن فائدة الرسم البياني.

ثانيا:أهمية الرسم البياني في التداول:

بالحديث عن التحليل الفني في التداول فإنه لا يمكن أن يتم من دون الرسوم البيانية، حيث أنها الوسيلة الأولى التي توضح للمتداول ماذا يحدث في السوق من تقلبات، كما أنه من دون الفهم الجيد واستخدام الرسم البياني فإن نجاحك في عملية التداول أمر غير محتمل.

تتمثل أهمية الأشكال البيانية في توضيح حركة الأسعار من خلال المؤشر مما يساعدك في إتخاذ قراراتك التداولية، كما أن لكل رسم بياني إطار زمني تقوم بتحديده حسب نوعية التداول الذي تقوم به.

إن تحديد إتجاه السوق وهو الغاية الرئيسية التي يبحث عنها المتداولون لا تتم إلا من خلال متابعة مؤشرات الأشكال البيانية.

ثالثا: عناصر الرسم البياني:

عند فتح منصة التداول من أجل قراءة الرسم البياني سوف تجد عناصر وأدوات كثيرة، لكن أهم هذه العناصر هي:

• نافذة تبين لك الفرق بين أسعار العملات، كمثال على ذلك تجد سعر اليورو مقابل الدولار الأمريكي. من مزايا هذه النافذة هي تحديد قرارك سواء بالشراء أو بالبيع وذلك بعد قيامك بالتحليل الفني.

• المحور العمودي، وهو المحور الذي يحتوي على الأسعار.

• المحور الأفقي، وهو محور الإطار الزمني.

أما بالنسبة للرسوم البيانية في حد ذاتها فإن هناك أشكالا مختلفة، لكن هناك شكلان رئيسيان وهما:

الرسم البياني الخطي:

المنحنى البياني الخطي هو أكثر الأنواع وضوحا، وذلك لأن كل حركة صعود أو نزول عليه تمثل سعر الإغلاق، ويتم رسم سعر الإغلاق لفترة زمنية عن طريق نقطة لتوضيحها، ثم يتم ربط النقاط للسعر للفترات المختلفة عبر خط ليتشكل المنحنى البياني الخطي، هذا النوع يبدو بسيطا لكنه يقدم صورة واضحة للتغيرات في الأسعار على مدى خط زمني، ومثالنا عليه في الصورة التالية:

رسم الشموع اليابانية:

في عالم التداول، شهد استخدام الرسم البياني بالشموع طفرة كبيرة، هذا النوع يمنح معلومات مثل الرسم البياني العرضي، لكن الفرق هو إضافة مزيج الألوان لذلك فإن فائدة التمثيل البياني هذا هي متابعة الإتجاه بشكل أسرع، إذا كنت تستخدم رسم الشموع باللونين الأخضر والأحمر، فإن اللون الأخضر يرمز إلى إرتفاع الأسعار في الخط الزمني، أما اللون الأحمر فيرمز عكس ذلك إلى إنخفاض الأسعار، وإذا ما كان الرسم باللونين الأسود والأبيض، فإن اللون الأبيض يعني الإيجابية والأسود يرمز إلى السلبية، وفي هذه الصورة ستجد مثال عن هذا النوع من الرسوم البيانية:

 

بالنسبة لشخص يقوم بالتداول لأول مرة فإنه عند دخوله المنصة فإنه سيرى خطوطا متعرجة وإشارات غير مفهومة، لذلك فإن أهمية المنحنيات البيانية تكمن في كيفية قرائتها، بحيث أنه بمجرد تعلم قراءة الرسم البياني فإنه سوف يخبرك بأسعار الصرف والأنماط المختلفة ومعرفة الإتجاهات، وفائدة كل هذا هو التنبؤ بالحركة المستقبلية لأسعار العملات.

من أجل تعلم قراءة الرسوم البيانية لابد من فهم الأنواع التي سبق أن ذكرناها، ثم التعرف على الأنماط الأساسية في المنحنى البياني والتي من بينها: النطاقات، المثلثات، القنوات وغيرها من الأنماط الأخرى وهذا كله يكون ضمن دراستك للتحليل الفني.

إذا كان انعكاس أسعار الصرف سابقا في اتجاه متصاعد فهذا يسمى بمستويات الدعم، ومعنى ذلك أن السوق يلقى دعما عند محاولة توجهه تنازليا، كما أن انعكاس أسعار السوق في السابق سلبيا يسمى بمستويات المقاومة، ومعنى ذلك أن حركة الأسعار في طريقها تصاعديا تواجه مقاومة.

خامسا: اختلاف الرسم البياني حسب وسيط التداول:

الوسطاء هم جزء لا يتجزأ من عملية التداول حيث أنهم هم من يتمّون الصفقة التي تريد التداول فيها سواء كانت بالشراء أو بالبيع، كما أنها لا تتحمل أي مسؤولية عند خسارة أو كسب صفقة لأن دورها يقتصر فقط على أخذ العمولة منك من أجل فتح العملية أو الصفقة،

ببساطة فإن الوسيط فهو مجرد سمسار يقوم بتوصيل الصفقة التي قمت بتنفيذها على المنصة إلى السوق.

هناك عدد كبير من الوسطاء في العالم وكل منهم يشتغل على منصات ذات رسومات بيانية قد تبدو مختلفة من وسيط إلى آخر، بالفعل قد يكون هناك إختلاف من حيث الشكل أو ألوان المنحنيات والأشكال، لكن ليس هناك إختلاف من حيث أهمية الرسومات البيانية ودورها في في تحديد حركة الأسعار، وهو الأمر المشترك بين جميع المنصات التي يشتغل عليها الوسطاء.

بشكل عام من أجل التمكن من كسب صفقات على منصات التداول، لابد من فهم فوائد الرسم البياني والعناصر الموجودة عليه، وكذلك لابد من معرفة أنواع الرسومات من أجل فهم كيفية قرائتها والقيام بتحليل فني يمكّنك من اكتساب خبرة في التداول.